الرموز الخفية في الفلسفة المصرية القديمة
الرموز الخفية في الفلسفة المصرية القديمة
[img][/img]
تمد الحفريات والدراسات اللغوية عالم المصريات بمواد وفيرة للمعرفة عن الحياة، والمعتقدات واللاهوت في مصر القديمة، ومع ذلك لا تزال مصر الفرعونية غير معروفة من حيث علمها الحقيقي، والمعرفة النفسية والروحية الخاصة بها، والعقلية الفلسفية لها.
كتاب «أنت المعبد.. أسرار الحضارة المصرية القديمة» لرينيه أدولف شوالر دي لوبيكس، من ترجمة الدكتور حمدي مهران، والصادر عن دار بتانة للنشر والتوزيع، يشير إلى أن النصوص الجنائزية طورت الأسطورة من خلال تسجيلها على هيئة صور، لكن لم يكن من الممكن ترجمة المعنى الأعمق لهذه الصور إلى لغة مفهومة.
الغرض من هذا الكتاب هو تقديم أدلة دامغة على أن التوجه الرمزي كان العامل الفعال في الهندسة المعمارية لمعبد الأقصر، وهنا يدرس المؤلف الرمزية الخفية وأهميتها في مصر القديمة، فمن الواضح أن الرمزية قد جرى استغلالها لإضفاء القداسة على صرح معين وعلى طبيعة المكان الذي شيد فيه، فالمواد الوثائقية تؤكد أن ما ينطبق على معبد الأقصر، ينطبق على غيره من المعالم الأثرية لجميع الأسر المصرية القديمة.
يوضح الكتاب أنه عند النظر في المؤلفات التي تتناول تاريخ الفكر الفلسفي يمكن ملاحظة أنها في أغلب الأوقات تبدأ بالحديث عن فلسفات الشرق الأقصى، أو فلسفة حضارات البحر المتوسط، ويجري فيها المرور بشكل عابر على فلسفة الحضارة الفرعونية القديمة، والسبب في ذلك لا يعود إلى تقصير الباحثين في دراسة حضارة الفراعنة، أو لأن الفراعنة لا يملكون فلسفة تخصهم، بل لأن الفراعنة حرصوا منذ البداية على جعل فلسفتهم خفية، فقد ربط المصري القديم بين الفلسفة والعقيدة، وأحاطهما بهالة من القداسة والإجلال، ومنع دراستهما إلا لقلة من الصفوة الذين اجتازوا كافة الاختبارات الشخصية، التي تضمن أنهم أمناء على حمل هذه الأمانة العظيمة.
المصدر : منتديات جريح الليل - من ❤️ مقآلآت أدبية
|